محمد بن سلمان
محمد بن سلمان : إسرائيلي في السعودية
منذ وصول محمد بن سلمان الى ولاية العهد في عام 2017 شهدت عملية التطبيع السعودي مع الكيان الإسرائيلي انقلابا جوهرياً غير مسبوق. لقاءات كانت تتسم بالسرية منذ عام 2003 الى أن وصل بن سلمان وبحسب محللين صهاينة فانه المسؤول المباشر عن الخطوة التطبيعية الأولى حين دشن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرحلة الجوية الأولى بين مطاري الرياض وبن غوريون تلاها في مارس سماح السعودية للرحلات الجوية من الهند بعبور أجواء المملكة في الطريق إلى إسرائيل. وحتى يومنا هذا تستمر عملية التطبيع والتي كان آخرها القرار الإسرائيلي الذي سمح للمواطنين الإسرائيليين بزيارة السعودية، لأول مرة في التاريخ، وذلك ضمن التقارب الكبير الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان بالتطبيع مع سلطات الاحتلال. فقد وقَّع وزير داخلية الاحتلال الإسرائيلي، أرييه درعي، اليوم الأحد، على قرار يسمح للإسرائيليين بزيارة السعودية، وفق بيان للوزارة نقلته صحيفة "هآرتس". وسيسمح القرار بالسفر إلى السعودية لتأدية الشعائر الدينية في أثناء الحج والعمرة، أو في إطار رحلة عمل لا تتجاوز 9 أيام. ويشترط قرار السماح بالسفر إلى السعودية أن يحصل الشخص المعنيُّ على دعوة من مسؤول سعودي. هذا القرار طبق على الفور، حيث قامت القناة الثانية عشر ببث تقريراً مصوراً بعنوان "إسرائيلي في السعودية"، حيث تجوَّل طاقم إعلامي إسرائيلي في عدة مدن سعودية، وأجرى مقابلات مع عدد من المواطنين. وتجوَّل الإعلامي الإسرائيلي إنريكي زيمرمان في شوارع الرياض وجدة والمدينة المنورة، متحدثاً مع المارة بالشارع عن قضايا السلام والعلاقة مع "تل أبيب"، وفق التقرير الذي عرضته "القناة 12" التي تعد من الأكثر انتشاراً في دولة الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب "القناة 12"، فقد تنوعت ردود فعل السعوديين الذين تحدث معهم الإعلامي الإسرائيلي، حيث تجنَّب غالبيتهم الإسهاب في التعليق، مكتفين بالحديث عن السلام بشكل عام. كما تحدَّث زيمرمان مع سعوديين عن قضايا اجتماعية، منها "ظهور بعض الفتيات في الأماكن العامة سافراتٍ وبعضهن مع رجال ومن دون رقابة هيئة الأمر بالمعروف، وعن قيادة النساء للسيارات، وشواطئ السباحة، والنوادي المغلقة، وملاعب كرة القدم"، كما ورد في القناة. وقبلها بأيام بادرت السعودية وبشكل رسمي بتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، حيث قام وفد يضم عدداً من مشايخ مسلمين، يترأسه وزير العدل السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الجديد محمد بن عبد الكريم العيسى، الخميس الماضي، بزيارة غير مسبوقة إلى معسكر الإبادة النازي السابق أوشفيتز بيركينو في بولندا. وأشادت وزارة الخارجية الإسرائيلية بمشاركة مشايخ دين مسلمين والوفد السعودي في إحياء ذكرى المحرقة في أوشفيتز، ووصفت المشاركة بـ"المهمة" و"التاريخية". كما عبر زعيم تحالف "أزرق أبيض"، بيني غانتس، الذي ينافس على تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، عن الموقف ذاته. وكتب غانتس تغريدة قال فيها: "مشاركة الوفد السعودي في إحياء ذكرى المحرقة في بولندا خطوة مهمة وتاريخية". وأوضح غانتس أن هذه المشاركة للوفد السعودي والمشايخ الآخرين "تعكس التحولات والمتغيرات المهمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتعبّر عن الفرص الجوهرية والمهمة التي تتوفر أمام إسرائيل". وتزامنت هذه الزيارة مع انعقاد "المنتدى الدولي لإحياء ذكرى المحرقة"، الذي أقيم في متحف "ياد فاشيم" لتخليد "الهولوكوست" في القدس المحتلة، وأتى تحت عنوان "تذكر المحرقة ونكافح معاداة السامية"، والذي رفض حضوره الرئيس البولندي. في الختام ان بن سلمان اليوم يشكل بادرة أمل للصهاينة وهم يعتمدون عليه بشكل كبير من أجل تحقيق أهدافهم التوسعية التطبيعية في المنطقة كما يعتمدون عليه في أن يكون رأس الحربة والمدافع عن صفقة القرن التي تلوح بيارقه اليوم أكثر من ذي قبل. فابن سلمان لا يلقي اهتماماً إلى الرأي العام العربي ولا حتى المحلي بشأن العلاقة مع إسرائيل وإنما همه منصبا على ما يجنيه هو من مكاسب جراء تعزيز الروابط مع تل أبيب فهذا ما يعبد له الطريق نحو واشنطن ويدرأ عنه أي حرج داخل البيت الأبيض.
COMMENTS